أولًا:
قبل الإسلام:
1- منزلة أبي بكر العظيمة في قومه قريش قبل الإسلام؛ حيث كان
صاحب الدِّيَات والمغارم، وهي وظيفة مرموقة تماثل وزير التضامن الاجتماعي حاليًّا،
فكان مسؤولًا عن تجميع الديات وتسليمها لأهل الميت، وكذلك سداد الديون عن
الغارمين، وهي وظيفة ولا شك ستدفعه إلى أن يتصدق من ماله لأداء هذه الوظيفة.
2- عالم الأنساب: كان أبو بكر نسَّابة قريش، فمن أراد أن يعرف
نسب أي شخص يرجع إلى أبي بكر؛ فهو عنده العلم بهذا الباب، وهي ثقة كبيرة من قريش
فيه ليكون هو المحدِّث بأنسابهم، وكان أبو بكر عفَّ اللسان، فإذا رأى في عِرْضِ
أحدٍ شيئًا تجاوز عنه.
3- كان أبو بكر يتصف بصفات عظيمة كما وصفه ابن الدغنة، عندما
أراد أبو بكر الهجرة إلى الحبشة؛ قال له ابن الدغنة: "فوالله إنك لتزين
العشيرة، وتعين على النوائب، وتفعل المعروف، وتكسب المعدوم"، وكان حلو المعشر
سهلًا لينًا، صدوقًا مقربًا.
ثانيا بعد الإسلام:
1- الصاحب والصديق: هو صاحب النبي وصديقه؛ فقد
كانا متقاربين في السن (النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من أبي بكر بعامين فقط)،
وكانت الثقة والمودة بينهما عظيمة جدًّا.
2- فكره: لما جاء الإسلام وعَرَضَهُ النبي على أبي
بكر لم يتوانَ أبو بكر أن يعلن إسلامه من أول لحظة، فكان أول الرجال إسلامًا.
3- إنفاق ماله: أول من حرر العبيد في الإسلام، فصرف ماله
على إعتاق العديد من الصحابة المشهورين، وهو ما تكرر طوال أيام حياته في العديد من
المواقف قبل الهجرة وبعدها.
4- الداعية الثاني: كان أبو بكر ثاني الدعاة إلى الإسلام، ففي
ثوانٍ أتى بعدد من كبار الصحابة السابقين لاحقًا ليدخلوا هذا الدين؛ مثل أبي عبيدة
بن الجراح، وعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف.
5- الصاحب في الهجرة: اختاره رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليكون صاحبه في الهجرة، فكانت منزلة عظيمة لأبي بكر أن يكون هو المصاحب
للنبي في الهجرة، ونال بشرفها قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين.
6- أمير الحج الأول: في عام 9 للهجرة، وهو العام الذي أوحى
الله لنبيه أن يقيم مناسك الحج على منهج إبراهيم عليه السلام، وأن يرسي معالم
ومنهجية الحج في الإسلام، فأرسل النبي أبا بكر الصديق أميرًا على الحج إلى مكة؛
ليبلِّغ الناس تعاليم الدين ونظامه في الحج.
7- الإمام الثاني للمسلمين: في الفترة الأخيرة من مرض
النبي صلى الله عليه وسلم، أمر أبا بكر أن يصلي إمامًا بالمسلمين في المسجد
النبوي، فكان أول من أمَّ الناس بالصلاة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
8- الخليفة الأول: كما كان هو المؤمن الأول، والصاحب الأول، والداعية الثاني،
كان هو الخليفة الأول الذي تولى الخلافة في وقت عصيب جدًّا، فعنده ميراث النبوة
الذي يجب أن يسير على منهجه في كافة أموره، وعنده قبائل العرب التي ارتدَّ معظمها
عن الإسلام، فكانت مهامُّ جِسامٌ سنأتي على ذكرها إن شاء الله.
9- ثبات وصبر: عندما بلغ المسلمين أن النبي صلى الله
عليه وسلم قد مات، وهنت قواهم وأصابهم الذهول، ولم يعرفوا كيف يتصرفون وفزعوا
فزعًا شديدًا، إلا أبا بكر الصديق، فبالرغم من حبه الشديد للنبي صلى الله عليه
وسلم، فإنه كان ثابتًا صابرًا راضيًا بقضاء الله عز وجل، وجعل يُثبِّت الناس على
الدين.
10- الفاتح الأول: بعد توليه الخلافة والقضاء على المرتدين، بدأ أبو بكر في
تنفيذ وعود ونبوءات النبي صلى الله عليه وسلم من فتح فارس والروم، فبدأ أبو بكر في
إرسال الجيوش لفتح هذه البلاد، وكان ذلك في وقت قياسي منذ توليه البعثة.
11- المحب الأول: لم أجد في التاريخ أحدًا يحب أحدًا مثل حب أبي بكر للنبي صلى
الله عليه وسلم، فكان محور حياته كلها مرتبطًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكان
يتواجد دائمًا في الزمان والمكان الصحيحين، وكانت فرحته وسعادته مرتبطة بالنبي صلى
الله عليه وسلم، وكان حديثه كله عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقول في الهجرة:
"فشرِبَ النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت"؛ انظر إلى الحب، فمن شرب
هو النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ارتوى وشبِع هو أبو بكر، فيا لها من محبة وكرامة!