القائمة الرئيسية

الصفحات

عبدالله بن عباس رضي الله عنه

 

هو: عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 


كنيته: أبو العباس، وهو أكبر أولاده.

 

 

 

أمه: هي أمُّ الفضل لبابة الكبرى، بنت الحارث الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم؛ (أسد الغابة؛ لابن الأثير، جـ 3، صـ 185).

 

 
عبدالله بن عباس رضي الله عنه

 

مولد عبدالله بن عباس:

 

ولد ابن عباس قبل الهجرة بثلاث سنين؛ أي: في العام العاشر من بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 332).

 

 

 

صفات ابن عباس الخلقية:

 

كان عبدالله بن عباس أبيض، طويلًا، مشربًا صفرة، جسيمًا، وسيمًا، صبيح الوجه، له وفرة، يخضب بالحناء.

 

 

 

قال ابن جريج: كنا جلوسًا مع عطاء بن أبي رباح في المسجد الحرام، فتذاكرنا ابن عباس، فقال عطاء: ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 336).

 

 

 

قال عكرمة: كان ابن عباس إذا مرَّ في الطريق، قالت النساء في البيوت: أمَرَّ بائعُ المسك، أم مَرَّ ابن عباس؟ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 337).

 

 

 

إسلام ابن عباس:

 

أسلم عبدالله بن عباس قبل أبيه، وهاجر مع أبويه إلى المدينة عام فتح مكة؛ أي: في العام الثامن من الهجرة؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 333).

 

 

 

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين، أنا من الولدان، وأمي من النساء؛ (البخاري، حديث:1357).

 

 

 

أولاد عبدالله بن عباس:

 

رزق الله تعالى ابن عباس بسبعة أولاد: من الذكور خمسة وهم: العباس (الابن الأكبر)، وعلي (جد الخلفاء العباسيين)، والفضل، ومحمد، وعبيد الله، ومن الإناث: اثنتان، وهن: لبابة وأسماء؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 333).

 

 

 

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس:

 

(1) روى البخاري عن ابن عباس، قال: ضمَّني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وقال: ((اللهم علِّمْه الحكمة))؛ (البخاري، حديث:3756).

 

 

 

(2) روى البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءًا، قال: ((من وضع هذا؟)) فأخبر، فقال: ((اللهُمَّ فقِّهْه في الدين))؛ (البخاري حديث:143).

 

 

 

(3) روى أحمد عن عبدالله بن عباس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل، فصلَّيتُ خلفه، فأخذ بيدي، فجرني فجعلني حذاءه، فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال لي: ((ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟))، فقلت: يا رسول الله، أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله؟ قال: فأعجبته، فدعا الله لي أن يزيدني علمًا وفهمًا؛ (حديث صحيح) (مسند أحمد، جـ 5، صـ 178 حديث:3060).

 

 

 

ابن عباس يتعلَّم على يد النبي صلى الله عليه وسلم:

 

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بِتُّ عند خالتي ميمونة ليلةً، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان في بعض الليل قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضَّأ من شن معلق (قربة) وضوءًا خفيفًا، ثم قام يُصلِّي، فقمت، فتوضَّأت نحوًا مما توضَّأ، ثم جئتُ فقمت عن يساره، فحوَّلني فجعلني عن يمينه، ثم صلى ما شاء الله، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، فأتاه المنادي يأذنه بالصلاة، فقام معه إلى الصلاة، فصلى ولم يتوضَّأ؛ (البخاري حديث:859).

 

 

 

روى الترمذي عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: ((يا غلامُ، إني أُعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظْك، احفظ الله تجدْه تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمَّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لم يضرُّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصُّحُف))؛ (حديث صحيح) (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث:2043).

 

 

 

حرص ابن عباس على طلب العلم:

 

(1) روى الحاكم عن عبدالله بن عباس، قال: "لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير"، فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس! أترى الناس يفتقرون إليك، وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم، قال: "فتركت ذاك، وأقبلتُ أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه، وهو قائل فأتوسَّد ردائي على بابه يسفي الريح عليَّ من التراب فيخرج فيراني"، فيقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليَّ فآتيك؟ فأقول: "لا، أنا أحق أن آتيك"، فأسأله عن الحديث، فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني، فيقول: "هذا الفتى كان أعقل مني"؛ (إسناده صحيح) (مستدرك الحاكم، جـ 1، صـ 188).

 

 

 

(2) قال عبدالله بن عباس: كنت أسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 344).

 

 

 

(3) روى ابن سعد عن أبي سلمة الحضرمي قال: سمِعت ابن عباس يقول: كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، فأسألهم عن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحدًا منهم إلا سُرَّ بإتياني؛ لقُربي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أسأل أُبيَّ بن كعب يومًا، وكان من الراسخين في العلم عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال: نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 284 - 283).

 

 

وصية العباس لابنه عبدالله:

 

روى أبو نعيم، عن عامر الشعبي، عن ابن عباس، قال: قال لي أبي: أي بني، إني أرى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوك ويُقرِّبك ويستشيرك مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاحفظ عني ثلاث خصال: اتق الله، لا يجربنَّ عليك كذبة، ولا تفشينَّ له سرًّا، ولا تغتابنَّ عنده أحدًا، قال عامر الشعبي: فقلت لابن عباس: كل واحدة خير من ألف درهم، قال ابن عباس: كل واحدة خير من عشرة آلاف درهم؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني، جـ 1، صـ 318).

 

 

 

اجتهاد ابن عباس في نشر العلم:

 

روى عبدالله بن عباس ألفًا وستمائة وستين حديثًا، وله من ذلك في البخاري ومسلم خمسة وسبعون.

 

 

 

تفرَّد البخاري له بمئة وعشرين حديثًا، وتفرَّد مسلم بتسعة أحاديث؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 359).

 

 

 

(1) روى البخاري عن عكرمة، قال: أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا، لم أحرقهم؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ بدَّل دينَه فاقتلوه))؛ (البخاري، حديث 6922).

 

 

 

(2) روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر يُدخِلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لمَ تُدخِل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟! فقال: إنه ممَّن قد علمتم، قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما رُئيتُه دعاني يومئذٍ إلَّا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا [النصر: 1، 2] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئًا، فقال لي: يا بن عباس، أكذاك تقول؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فتح مكة فذاك علامة أجلك ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر: 3]، قال عمر: ما أعلم منها إلَّا ما تعلم؛ (البخاري، حديث:4294).

 

 

 

(3) قال أبو صالح: لقد رأيت من ابن عباس مجلسًا لو أن جميع قريش فخرت به، لكان لها فخرًا، لقد رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق، فما كان أحد يقدر على أن يجيء، ولا أن يذهب، قال: فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه، فقال لي: ضع لي وضوءًا، فتوضَّأ وجلس، وقال: اخرج وقل لهم من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه فليدخل، فخرجت فآذنتهم، فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به، وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثره، ثم قال إخوانكم فخرجوا، ثم قال اخرج فقل: من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن وتأويله، فليدخل، قال فخرجت فآذنتهم، فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به، وزادهم مثل ما سألوه عنه أو أكثر، ثم قال: إخوانكم، فخرجوا، ثم قال: اخرج، فقل: من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل، فخرجت فقلت لهم، قال: فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله، ثم قال: إخوانكم، فخرجوا، ثم قال اخرج، فقل: من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل، قال: فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله، ثم قال: إخوانكم، فخرجوا ثم قال: اخرج، فقل: من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل، قال: فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله، قال أبو صالح: فلو أن قريشًا كلها فخرت بذلك، لكان فخرًا، فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس"؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني، جـ 1، صـ 321:320).

 

 

 

روى عبدالرزاق بن همام، عن ابن عباس، قال: قدم على عمر رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأ منهم القرآن كذا وكذا، فقال ابن عباس: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة، قال: فزبرني (انتهرني) عمر، ثم قال: مه، قال فانطلقت إلى أهلي مكتئبًا حزينًا، فقلت: قد كنت نزلت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب منزلة، فلا أراني إلا قد سقطت من نفسه، فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي، وما بي وجع، وما هو إلا الذي تقبلني به عمر، فبينا أنا على ذلك أتاني رجل، فقال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت فإذا هو قائم ينتظرني، فأخذ بيدي ثم خلا بي، فقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفًا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت أسأت فإني أستغفر الله وأتوب إليه وأنزل حيث أحببت، قال: لتحدثني بالذي كرهت مما قال الرجل، فقلت: يا أمير المؤمنين، متى ما تسارعوا هذه المسارعة يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا، فقال عمر: لله أبوك! لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها؛ (إسناده صحيح)، (مصنف عبدالرزاق، جـ11، صـ217، رقم 20368).

 

وفاة عبدالله بن عباس:

 

روى الحاكم عن سعيد بن جبير قال: مات ابن عباس بالطائف فشهدت جنازته، فجاء طير لم ير على خلقته ودخل في نعشه، فنظرنا وتأملنا هل يخرج فلم يرَ أنه خرج من نعشه، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر، ولا يدري من تلاها: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِ [الفجر: 27 -30]؛ (مستدرك الحاكم، جـ 3، صـ 543).

 

 

 

أصيب ابن عباس بالعمى في أواخر حياته، ومات عام ثمان وستين من الهجرة، وكان عمره إحدى وسبعين عامًا، وصلى عليه محمد ابن الحنفية؛ (أسد الغابة؛ لابن الأثير، جـ 3، صـ 189) (صفة الصفوة؛ لابن الجوزي، جـ1، صـ 757).

التنقل السريع