هو: وَكِيع بن الجرَّاح بن مَليح بن
عدي بن فرس الرُّؤَاسي، الكوفي، الإمام، الحافظ، محدِّث العراق، وأحد الأعلام.
كنيته: أبو سفيان؛ (التاريخ الكبير
للبخاري جـ 6 صـ 179).
ميلاده:
وُلد وَكِيع بن الجرَّاح سنة تسعٍ
وعشرين ومائةٍ؛ (التاريخ الكبير للبخاري جـ 6 صـ 179).
كان وَكِيع بن الجرَّاح أسمرَ،
ضخمًا، سمينًا؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 9 صـ 146).
والد وَكِيع:
وكان والد وَكِيع ناظرًا على بيت
المال بالكوفة، وله هيبةٌ وجلالةٌ.
وروى عن: يحيى بن أيوب المقابري؛
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 9 صـ 142).
ميراث وَكِيع من أمه:
ورِث وَكِيع مِن أمِّه مائة ألف
درهمٍ؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 15 صـ 647).
شيوخ وَكِيع:
سمع وَكِيع بن الجرَّاح من: هشام بن
عروة، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالدٍ، وابن عونٍ، وابن جريجٍ، والأوزاعي،
وجعفر بن برقان، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وخالد بن طهمان، وسعيد بن السائب،
وطلحة بن يحيى، وعيسى بن طهمان، وكهمسٍ، وابن أبي ليلى، ومِسعَر بن كدامٍ، ومصعب
بن سليمٍ، وابن أبي ذِئبٍ، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وشريك بن عبدالله،
وخلقٍ كثيرٍ،وكان مِن بحور العلم، وأئمة الحفظ؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 9 صـ
141).
تلاميذ وَكِيع:
حدث عنه: سفيان الثوري - أحد شيوخه -
وعبدالله بن المبارك، والفضل بن موسى السيناني - وهما أكبر منه - ويحيى بن آدم،
وعبدالرحمن بن مهدي، والحميدي، ومسدَّدٌ، وعلي، وأحمد، وابن معينٍ، وإسحاق، وبنو
أبي شيبة، وأبو خيثمة، وأبو كريبٍ، وأبو هشامٍ الرفاعي، وأحمد بن عبدالجبار
العطاردي، وإبراهيم بن عبدالله العبسي، وأممٌ سواهم؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ
9 صـ 142).
حِلم وَكِيع:
قال أبو عثمان الورَّاق: اجتمع أصحاب
الحديث عند وَكِيع، قال: وعليه ثوب أبيض، فانقلبت المحبرة على ثوبه، فسكت مليًّا،
ثم قال: ما أحسنَ السوادَ في البياض!؛ (تاريخ بغداد لابن عساكر جـ 63 صـ 81).
وَكِيع يرفض تولية القضاء:
قال وَكِيع بن الجرَّاح: قدمنا على
الخليفة هارون الرشيد أنا وأبو عبدالله بن إدريس وحفص بن غياث، فأقعدنا بين
السريرين، فكان أول ما دعا به أنا، فقال لي هارون: يا وَكِيع، قلت: لبيك يا أمير
المؤمنين، قال: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا، وسمَّوْك لي فيمن سمَّوْا، وقد رأيت
أن أشركك في أمانتي، وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخُذْ عهدك وامضِ، فقلت:
يا أمير المؤمنين، أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأخرى ضعيفة، فقال هارون
الرشيد: اللهم غَفْرًا، خُذْ عهدك أيها الرجل وامضِ، فقلت: يا أمير المؤمنين،
والله لئن كنتُ صادقًا، إنه لينبغي أن تقبَل مني، ولئن كنتُ كاذبًا، فما ينبغي أن
تولي القضاء كذابًا، فقال: اخرج، فخرجت، ودخل ابن إدريس، وكان هارون قد وُسم له من
ابن إدريس وسمٌ، يعني خشونة جانبه، فدخل، فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك،
وما سمعناه يسلم إلا سلامًا خفيًّا، فقال له هارون: أتدري لِمَ دعوتُك؟! قال: لا،
قال: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا، وإنهم سمَّوْك فيمن سمَّوْا، وقد رأيت أن
أشركك في أمانتي، وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخُذ عهدك وامض،
فقال له ابن إدريس: ليس أصلح للقضاء، فنكت هارون بإصبعه، وقال له: وددتُ أني لم
أكن رأيتك،قال له ابن إدريس: وأنا وددتُ أني لم أكن رأيتك، فخرج، ثم دخل حفص بن
غياث، فقال له كما قال لنا، فقبِل عهده وخرج، فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس، في كل
كيس خمسة آلاف دينار، فقال لي: أمير المؤمنين يقرئكم السلام، ويقول لكم: قد لزمتكم
في شخوصكم مؤونة؛ فاستعينوا بهذه في سفركم،قال وَكِيع: فقلت له: أقرِئْ أمير
المؤمنين السلام، وقل له: قد وقعَتْ مني بحيث يحب أمير المؤمنين، وأنا عنها
مستغنٍ، وفي رعية أمير المؤمنين مَن هو أحوج إليها مني، فإن رأى أمير المؤمنين أن
يصرفها إلى مَن أحب، وأما ابن إدريس فصاح به: مُرَّ من ها هنا، وقبِلها حفص؛
(تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 63 صـ 83: 82).
أقوال السلف في وَكِيع:
قال يحيى بن معينٍ: وَكِيع في زمانه
كالأوزاعي في زمانه؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 63 صـ 76).
قال ابن عمارٍ: ما كان بالكوفة في
زمان وَكِيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وَكِيع، وكان جِهبذًا.
الجِهبذ: النقَّاد الخبير بغوامض
الأمور، البارع العارف بطرق النقد؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 15 صـ 647).
قال أحمد بن حنبلٍ: ما رأيت أحدًا
أوعى للعلم ولا أحفظ من وَكِيع؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 15 صـ 647).
قال أحمد بن أبي الحواري: أشهد على
أحمد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق: وَكِيع بن الجرَّاح، ويحيى بن سعيد،
وعبدالرحمن بن مهدي؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 15 صـ 647).
قال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد يقول:
ما رأَتْ عيناي مثل وَكِيع قط، يحفظ الحديث جيدًا، ويذاكر بالفقه، فيحسن مع ورعٍ
واجتهادٍ، ولا يتكلم في أحدٍ؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 15 صـ 647).
قال سلم بن جنادة: جالست وَكِيع بن
الجرَّاح سبع سنين، فما رأيته بزَق، وما رأيته مس والله حصاةً بيده، وما رأيته جلس
مجلسه فتحرك، وما رأيته إلا مستقبل القِبلة، وما رأيته يحلف بالله؛ (حلية الأولياء
لأبي نعيم جـ 8 صـ 369).
قال علي بن المديني (شيخ البخاري):
جاء رجلٌ إلى عبدالرحمن بن مهدي، فجعل يعرِّض بوَكِيع، وكان بين عبدالرحمن بن مهدي
وبين وَكِيع بعضُ ما يكون بين الناس،فقال عبدالرحمن للذي جعل يعرِّض بوَكِيع: قُمْ
عنا، بلغ من الأمر أن تعرِّضَ بشيخنا؟ وَكِيع شيخنا وكبيرنا، ومن حملنا عنه العلم؛
(تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 15 صـ 647).
قال محمد بن سعدٍ: كان وَكِيع ثقةً،
مأمونًا، عاليًا، رفيعًا، كثيرَ الحديث، حجةً؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 9 صـ
145).
قال عبدالرزاق بن همام: رأيتُ
الثوري، وابن عيينة، ومعمرًا، ومالكًا، ورأيت ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وَكِيع؛
(تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 63 صـ 73).
قال يحيى بن يمانٍ: سمعت سفيان
الثوري - ونظر إلى وَكِيع بن الجرَّاح -: إن هذا الرُّؤَاسيَّ لا يموت حتى يكون له
شأنٌ،قال: فذهب سفيان وقعد وَكِيع مكانه؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 8 صـ 369).
قال أحمد العجلي: وَكِيع: كوفي،
ثقةٌ، عابدٌ، صالحٌ، أديبٌ، من حفَّاظ الحديث، وكان مفتيًا؛ (تاريخ بغداد للخطيب
البغدادي جـ 15 صـ 647).
قبس من كلام وَكِيع:
قال وَكِيع بن الجرَّاح: مَن لم
يأخُذْ أهبة الصلاة قبل وقتها، لم يكن وقَّرها؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ
369).
وفاة وَكِيع:
توفي وَكِيع بن الجرَّاح (رحمه الله)
بعد أداء مناسك الحج، يوم عاشوراء، في المحرم سنة سبعٍ وتسعين ومائةٍ في خلافة
محمد بن هارون،مات وَكِيع وهو ابن ست وستين سنة؛ (التاريخ الكبير للبخاري جـ 6 صـ
179)، (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ 6 صـ 394).