هو:
سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بْنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ
الأَشْهَلِ، سَيِّدُ الْأَوْسِ، الأَنْصَارِيُّ.
كُنية
سعد بن معاذ:
يُكنى
أَبَا عَمْرٍو. (الطبقات الكبرى لابن سعدجـ3صـ320)
أم سعد
بن معاذ:
كَبْشَةُ
بِنْتُ رَافِعِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنُ عُبَيْدِ الأنصَارِيَّة، وهي من الصحابيات
اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ321)
كَانَ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَجُلاً أَبْيَض، طَويلاً، جَمِيلاً، حَسَنَ الْوَجْهِ، جميلَ
العينين، حَسَنَ اللِّحْيَةِ. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ321)
و كان
لسعدِ بْنِ مُعَاذ من الولد: عَمْرو، وعبد الله، وأمهما هِنْدُ بِنْتُ سِمَاكِ
بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ،
الأنْصَاريَّةُ، وَهِيَ عَمَّةُ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ بْنِ سِمَاكِ،
وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ للنبي صلى الله عليه وسلم. (الطبقات الكبرى لابن
سعد جـ3صـ321)
إِسْلامُ
سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ :
أسْلَمَ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ
عُمَيْرٍ. وَكَانَ مُصْعَبٌ قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ السَّبْعِينَ أَصْحَابِ
الْعَقَبَةِ الآخِرَةِ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الإِسْلامِ وَيُقْرِئُهُمُ
الْقُرْآنَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (الطبقات
الكبرى لابن سعدجـ3صـ321)
غضب سعد من أجل النبي صلى الله عليه وسلم:
روى الشيخانِ عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا، (وهي تتحدث عن حادث الإِفْكِ) ، قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ(طَلَبَ النُّصرة) مِنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أُبَيٍّ (أي ابن سَلُول زعيم المنافقين)، وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ، فَقَالَ:
«يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي (ينصرني إن جازيته على قبيح فعاله)
مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ
عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ
إِلَّا خَيْرًا، وَمَا يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي». قَالَتْ: فَقَامَ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَعْذِرُكَ(أي أنصرك)، فَإِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ،
وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا
أَمْرَكَ، قَالَتْ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الخَزْرَجِ، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ
عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ، قَالَتْ (عائشة): وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ
رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدٍ :
كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لاَ تَقْتُلُهُ، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، وَلَوْ
كَانَ مِنْ رَهْطِكَ(أي قبيلتك) مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلَ. فَقَامَ أُسَيْدُ
بْنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ:
كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ
المُنَافِقِينَ، قَالَتْ: فَثَارَ الحَيَّانِ الأَوْسُ، وَالخَزْرَجُ حَتَّى
هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى
المِنْبَرِ، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ، حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ. (البخاري حديث: 4141/ مسلم
حديث : 2770)
سعد بن معاذ من أهل الجنة:
روى الشيخانِ عَنْ أَنَسِ بنِ مالك، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُبَّةُ
سُنْدُسٍ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ الحَرِيرِ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا، فَقَالَ:
«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ(جَمْعُ مِنْدِيلٍ، بِكَسْرِ
الْمِيمِ ، وَهُوَ هَذَا الَّذِي يُحْمَلُ فِي اليد) سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي
الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا» (البخاري حديث: 2615 /مسلم حديث: 2469).
قال الإمامُ النووي رحمه الله: قَالَ
الْعُلَمَاءُ: هَذَا الحديث فيه إِشَارَةٌ إِلَى عَظِيمِ مَنْزِلَةِ سَعْدٍ فِي
الْجَنَّةِ وَأَنَّ أَدْنَى ثِيَابِهِ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ، لِأَنَّ
الْمِنْدِيلَ أَدْنَى الثِّيَابِ ، لِأَنَّهُ مُعَدٌّ لِلْوَسَخِ وَالِامْتِهَانِ،
فَغَيْرُهُ أَفْضَلُ، وَفِيهِ إِثْبَاتُ الْجَنَّةِ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. (مسلم
بشرح النووي جـ8صـ261)
عرش
الرحمن يتحرك لوفاة سعد بن معاذ:
روى الشيخانِ عَنْ جَابِرٍ بنِ عبد الله،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.» (البخاري 3803 /مسلم
حديث: 2466)
قال الإمامُ النووي (رحمه الله): قَوْلُهُ صلى
الله عليه وسلم (اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ)
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَأْوِيلِهِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ
وَاهْتِزَازُ الْعَرْشِ تَحَرُّكُهُ فَرَحًا بِقُدُومِ رُوحِ سَعْدٍ وَجَعَلَ
اللَّهُ تَعَالَى فِي الْعَرْشِ تَمْيِيزًا حَصَلَ بِهِ هَذَا وَلَا مَانِعَ
مِنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ
اللَّهِ، وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ وَهُوَ الْمُخْتَارُ. (مسلم
بشرح النووي جـ8 صـ261)
وقال الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني(رحمه
الله):فِي هَذا الحديثِ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَةٌ لسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. (فتح الباري
لابن حجر العسقلاني جـ7صـ155)
الملائكة تشهد جنازة سعد بن معاذ:
(1) روى النسائيُّ
عَنْ عَبدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ
أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لَقَدْ
ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ» (حديث صحيح) (صحيح سنن النسائي للألباني
جـ2صـ74)
(2) روى الترمذيُّ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ
قَالَ المُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جَنَازَتَهُ، وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي
قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: «إِنَّ المَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ» (حديث صحيح) (صحيح سنن الترمذي
للألباني حديث:3024)
وفاته رضي الله عنه:
رُمِيَ سعد بن معاذ بسهمٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ
سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَمَاتَ مِنْ رَمْيَتِهِ تِلْكَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ
ابْنُ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ (الطبقات الكبرى لابن سعد
جـ3صـ321)